القوائم الانتخابيه في الميزان

القوائم الانتخابيه في الميزان
الكتابات المنشورة تعبر عن رأي اصحابها ولا تعبر عن رأي البيت العراقي في المانيا بالضروره .......... irak.liberal@googlemail.com

الخميس، أيار ١٣، ٢٠١٠

انهيارالجبل الآمن - زياد العجيلي

اختطاف ومقتل الصحفي سردشت عثمان مثلَ ظاهرة غير مألوفة في اقليم كردستان ، الملاذ الآمن للعراق، ومثيرة للاستغراب، وتضع الف والف علامة استفهام امام السلطات الأمنية و الحاكمة هناك.
سردشت عثمان ،الصحفي الكردي الشاب الذي قال "سأنتظر حتفي وموعد اللقاء الاخير مع قتلتي، وادعو ان يعطونني موتا تراجيديا يليق بحياتي التراجيدية" ، اصبح الآن من ضحايا حرية الصحافة والتعبير، ولكنه ليس كما تمنى بأن يموت موتاً تراجيدياً الا أنه قتل ببشاعة معلنة دون ادنى خوف من رادع أو من سلطة، وانه لم يقتل بشكل مفاجئ انما بعد ان أنتظر القتل ايام معدودة، وقال "اينما انتهت حياتي فليضع اصدقائي نقطة السطر، وليبدءوا هم بسطر جديد".
عثمان الصحفي في صحيفة (ئاشتينامة) و المدون في عدد من المواقع الالكترونية، هو طالب الجامعي في كلية اللغات بجامعة صلاح الدين، ولم يكمل بعد ربيعه الثالث والعشرين، كان قد تلقى عدة تهديدات -هاتفية و الكترونية- بعد كتابته سلسلة مقالات تقترب للسخرية موجهة لسلطة الاقليم، اتصل قبل مقتله بأيام، بمدير شرطة اربيل و أبلغه عن التهديدات بالقتل التي تلقاها ، الا أن العميد عبد الخالق قد قال له "ان رقم التلفون الذي هددك قد يكون من الخارج، او ربما بسبب مشاكل شخصية".
سردشت استقبل تبريرات مدير الشرطة بابتسامة ساخرة، و تخيل عما اذا كان الرئيس الفرنسي ساركوزي هو الذي هدده، ولكنه ظل قلقاً ،وابلغ زملائه و مؤسسات اعلامية بالتهديدات التي وصلته ، وقال "فليحدث ما يحدث، لن اترك هذه المدينة وساجلس في انتظار موتي".
الشرطة عثرت عليه مقتولاً ،الخميس الماضي، بعد يومين من اختطافه من مدينة اربيل ، وان جثته وجدت في الموصل وعليها اثار ضرب و هي مصابة بأطلاقات نارية في منطقة الرأس.
ما يثير استغرابنا هو ان تأتي جهات مسلحة الى جامعة صلاح الدين ، وسط مدينة اربيل ، قلعة الأمن في أقليم كردستان، وتقوم باختطاف الصحفي سردشت عثمان علنا من أمام جامعته وبوجود المئات من الاشخاص ورجال الامن المنتشرين لحماية مبنى الجامعة و الشوارع المحيطة بها ،وهذا الشيء غير مألوف في كردستان .
وهو ما يعطينا رسالة واضحة بان هناك جهات متنفذة هي التي قامت بخطف وقتل الصحفي عثمان، وهذه الجريمة المنظمة وجهت كرسالة الى الصحفيين الشباب المؤمنين بحرية الصحافة المتكاملة والديمقراطية الراسخة مفادها اننا قادرون على الوصول إليكم وربما النيل منكم و قتلكم ، وهذا ما فيه رسالة دقيقة للصحفيين بالاقليم.
و بالتأكيد ليس من السهولة ان تتوفر للجناة كل هذه الاجواء المناسبة اثناء ترتيبهم لجريمة الاختطاف والقتل ، دون ان يكون للجهاز الامني (المتشدد) في الاقليم أي دور في استباق الجريمة ووقفها أو معلومات عن المنفذين و كيف استطاعوا ان ينقلوا عثمان من اربيل المحصنة امنياً بعد اختطافه الى محافظة الموصل و قتله والرمي بجثته هناك.
على العموم اذا طلب منا احد ان نحدد المسؤول أو نوجه أصابع الاتهام ، بشكل مباشر أو غير مباشر، إلى جهة ما فأن مسؤوليين حكوميين وأمنيين في الاقليم سيتهمون بالوقوف خلف جريمة اغتيال الصحفي عثمان بسبب الخلل البّين في عملهم واخفاقهم الواضح في ملاحقة الجُناة أو منع الجريمة، وان تحقيقات أمنية من قبل سلطات الاقليم كفيلة بالكشف عن تلك الجهات التي ارتكبت جريمتها دون رادع، دون ان نفكر بأنتماءها أو نفوذها لانها ارتكبت جريمة قتل بشعة ويجب ان تعاقب و تحاكم عليها.
و مع الاخذ بنظر الاعتبار ان اولئك المجرمين ما كانوا ليرتكبوا جريمتهم هذه لو لم تهيأ الاجواء والمناخات الامنية التي سمحت لهم بأختطاف الصحفي الشاب سردشت عثمان من وسط مدينة أربيل و من ثم قتله.
وفقاً لعضو برلمان كردستان عن قائمة التغيير كاروان صالح ، ان هذا الحادث بدا" يثير لدينا شكوكاً بأن هنالك أيادي خفية من داخل المنظومة الأمنية قد تكون متورطة بهذا الحادث".
وخلال الاعوام الماضية ،كان صحفيو العراق يلجأون الى الاقليم عندما يتعرضون لتهديدات مجهولة أو معلنة من قوى سياسية عراقية نافذة ويستقرون هناك، بالاضافة الى استضافتهم للصحفيين الاجانب و المؤتمرات في كردستان ، كون جبالها الآمنة تحيط بالمدن وان الامن و قوات الامن يقظة و مستعدة لاحباط اي جريمة منظمة أو عبثية ، الى ان تدبيرعملية اختطاف عثمان وقتله توحي لنا بأن الجبال المحيطة بكردستان انهارت ولم تعد ملاذاً آمناً للصحفيين .

المجتمع المدني وناشطين في حقوق الانسان".
fiaid@googlegroups.com
لخيارات أكثر، الرجاء زيارة المجموعة على
http://groups.google.com/group/fiaid?hl=ar?hl=ar
تحيات اخوكم فؤاد فليح حسن مدير المجموعة