في الحقيقة يحار المرء في وصف التعامل مع إنسان يدعي الديمقراطية في منهجه العملي ، خاصة إذا كان هذا المنهج ذو طابع سياسي ، كالإنتخابات مثلاً ، في حين تتمحور كل خططه وتوجيهاته من مركزه القيادي حول الإنفراد بالرأي والتعامل مع العاملين معه من منطلق التوجه العشائري الذي يبيح لشيخ العشيرة حرية إتخاذ القرار ويترك له مساحة واسعة في توجيه الأمور حسب هواه . وهذا ما يعيشه العراقيون في ألمانيا ، وللأسف الشديد ، مع ممثل المفوضية العليا للإنتخابات في هذا البلد والذي غادر الوطن لينفذ مهمة لمؤسسة تسمي نفسها مستقلة نفترض ، نحن ابناء الجالية العراقية في ألمانيا ، أن تكون إستقلاليتها هذه منطلقة من إسس التعامل بأسلوب ديمقراطي يبلور هذه الإستقلالية ، وليس من المنظور الشخصي لممثل هذه المؤسسة خارج الوطن . لقد تقدم الكثير من أبناء الجالية العراقية في ألمانيا بالشكاوى والإعتراضات التي رافقت الكثير من مفاصل التحضير للإنتخابات العراقية في الخارج والتي ستبدأ في الفترة بين الخامس والسابع من آذار الجاري تركزت حول طبيعة إختيار المشرفين على الإنتخابات التي رافقتها إجراءات جعلت الكثير من العراقيين الذين تقدموا للعمل ضمن هذه المجموعة في ريبة من نتائج الإختيار التي إنتقدها البعض ، طالباً من السيد المسؤول عن مكتب المفوضية في برلين أيضاح أسباب هذا ألإختيار. إلا أن ما واجهه هؤلاء من هذا السيد المسؤول كانت ردوداً تتصف بالإستعلاء على الآخرين والتهرب من الإجابة على الأسئلة التي طرحوها ، رافضاً لهذه الطروحات طالباً حضور المنتقدين بين يدي سيادته لهذا الغرض .أمر غريب حقيقة أن يواجه هذا المسؤول ألعراقيين الذين يعتبرون إشتراكهم في إنجاح الإنتخابات مهمة وطنية يقومون بها بكل حرص وإخلاص ، في حين يحاول المسؤول الرئيسي عن إنجاح هذه العملية أن يتحكم بتوجيهها شخصياً وحسب أهوائه الخاصة متسماً باللامبالاة فيما يطرحه الآخرون .
إننا نرغب هنا أن يعلم السيد ممثل المفوضية العليا للإنتخابات في ألمانيا بأنه يتعامل في هذا البلد مع جمهور عراقي يعي كل الوعي مهامه الوطنية ويشعر بمسؤوليته تجاه سمعة بلده ويعمل إنطلاقاً من ذلك على مساعدة المفوضية على عكس التوجه الديمقراطي في الوطن على المجتمع الألماني بكل جوانبه الحسنة التي لا تمثل تصرفات السيد ممثل المفوضية العليا للإنتخابات ، مع الأسف الشديد، أدنى متطلباتها . وعلى هذا الأساس ومن هذا المنطلق أيضاً نؤكد إصرارنا على متابعة التصدي لهذه الخروقات والتصرفات اللاديمقراطية وإدانتها من خلال كشف أساليبها امام ابناء الجالية العراقية في ألمانيا والعمل على عدم تكرارها في المستقبل . كما وندعوا كافة المنظمات والأحزاب والجمعيات والشخصيات العراقية إلى معالجة هذا الموضوع معالجة جادة حتى بعد إنتهاء الإنتخابات وذلك لغرض تحقيق طموحات بنات وأبناء الحالية العراقية بممارسة حقوقهم وواجباتهم الوطنية خارج وطنهم إنطلاقاً من ديمومة إرتباطهم بالوطن، أولاً ولغرض التخلص من هذه الممارسات اللاديمقراطية في المستقبل والتي لا تنسجم مع تطلعات العراق الجديد ثانياً .
وبالرغم من هذه السلبيات التي رافقت التحضير للإنتخابات والتي مارسها السيد مسؤول المفوضية في ألمانيا والتي خلقت نفوراً لدى البعض من كل هذه الإجراءات وما يترتب عليها من نتائج أبعدت الكثير عن المساهمة في إلمشاركة في الإنتخابات ، نناشد العراقيين كافة لأن يفوتوا الفرصة على أعداء وطننا الذين يراهنون على فشل هذه الإنتخابات وذلك من خلال إشتراكهم في الدعاية لها والحث على المساهمة فيها مساهمة نؤكد من خلالها على مدى إلتصاقنا بوطننا العراق وعن ثقتنا الكاملة بأن شعبه يسعى سعياً أكيداً وجاداً لتبوء مركزه بين شعوب العالم المتحضر .
الدكتور حسن حلبوص & الدكتور صادق إطيمش
ألمانيا في الثاني من آذار لسنة 2010